آخر الاخبار

الجمعة، أكتوبر 28، 2011

الدين الفطرة


الدين الفطرة
               اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم...بسم الله الرحمن الرحيم                             " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي انفسهم ألست بربكم ، قالوا بلي شهدنا ان تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " صدق الله العظيم ... الاعراف 172 ... هذه احدي آيات القرآن الكريم التي نزلت علي رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم التي تقر بأن جميع بني آدم قد شهدوا لله بالوحدانية وهم لا يزالون بعد في عالم الذر وهذا هو الميثاق الاول الذي قطعه جميع بني آدم علي انفسهم لله عز وجل منذ بدء الخليقة ومنذ ذلك التاريخ ايضا بدأ الصراع بين الموحدين وغير الموحدين وكلما نسي الانسان او انصرف عن التوحيد او ادخل في العبادة ما يشينها ارسل الله عز وجل اليهم من النبيين والمرسلين من يذكرهم بعبادة الله الواحد الاحد وترك آلهتهم واربابهم التي اتخذوها من دون الله والتي فيها الهوان والذل فكل عبادة لاحد مخلوقات الله أو من مواد من مخلوقاته التي صنعوا منها معبوداتهم بأيديهم من مواد هي اصلا من مخلوقات الله وموجوداته وصنعه بل والاغرب ان تلك المواد التي ينحتون منها ما يعبدون انما هي مقهورة علي عبادة الله وتسبيحه دون غيره مهما شكلتها اوغيرتها ايديهم او اعظمتها عقولهم وهذه المواد مثل جميع المخلوقات ينطبق عليها قانون الفناء .                ولقد بدأ الصراع منذ خلق آدم عليه السلام بين الايمان والكفر ويكمن سر الصراع ىفي كل مرة والي ان تقوم الساعة في الخروج علي الناموس الطبيعي الذي سنه المولي عز وجل ليحكم العلاقة بين الخلائق جميعا وبين بني آدم وخالقهم من العدم بإغواء من ابليس اللعين وجنوده فلقد بدأ ابليس حربه للبشر منذ خلق آدم بإغوائه لآدم وزوجته وحضهم علي الاكل من الشجرة التي نهاهما الخالق سبحانه عن الاكل منها وكانت النتيجة ان وقع الضرر عليهما وحدهما وعلي ذريتهما من بعدهما فتم طردهما من الجنة علي ان ظلم الانسان لنفسه يفوق ظلمه لغيره فهو حينما يظلم غيره يأثم وفي هذا ظلم لنفسه وفي قتل احد ابني آدم لاخيه ما هو إلا ثورة علي الناموس الذي سنه الله لعباده فكانت ثورة القاتل المتمثلة في عدم رضائه بما قسمه الله له من الزواج بحليلته التي احلها الخالق له فكانت نتيجة الطمع في الاخري ان قتل اخاه واصبح من النادمين " يا ويلتاه اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخي "... تري ما هو المصدر الذي يصدر عنه ذلك الندم ... لن اتركك تفكر طويلا ... إنه الضمير أو ما يسميه الله عز وجل في القرآن " النفس اللوامة " وهذا الضمير او تلك النفس اللوامة إنما ينتمي أو تنتمي بلا شك الي ذلك الشق الروحي من التكوين الانساني الذي مصدره نفخة الله من روحه في ذلك الجسد المخلوق من طين الارض اللازب الذي هو انتن طينها..
ان ما يدركه العقل للوهلة الاولي ان الانسان يتكون من شقين:-
الشق الاول : فهو ذلك الشق الدنيوي او الدنئ أو السفلي او المتسفل وهو الجسد المخلوق من                                                                                                                                                                                                    الطين اللازب.
 الشق الثاني : فهو الشق الروحي العلوي الذي هو نفخة من روح الله عز وجل في ذلك الجسد الميت فجعلت الحياة تدب فيه بسريان روح الله فيه وتستمر تلك الحياة الي ان يسترد الخالق تلك الروح فتنقضي حياة الانسان ماضية الي بارئها إما الي جنة وإما الي نار والعياذ بالله خالدة مخلدة فيها ... ولا ندري سر تلك الروح فأمرها من امر ربي إنما سرها الظاهر لنا انها حينما تغمر اي شيئ فإنما تدب فيه الحياة وحينما تتركه يعود ميتا كما كان ولا ندري كيف يحيا بها وكيف يموت بدونها ؟
علي ان الانسان لا يستوي فيه الشقان بل يتصارعان دائما فإن تغلب الجانب الروحي فقد فاز الجسد بالرضوان والجنة ... وإن تغلب الجانب الدوني او الدنيوي - الذي هو اصلا مصنوع من مادة الارض المقهورة علي طاعة الله وتسبيحه عز وجل مصداقا لقوله " وان من شيئ الا يسبح بحمده " ومصداقا لامره للارض والسماء بالاتيان اليه " فقلنا لها وللارض اتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين " - فقد خسر ذلك الجسد وسيق الي النار والعياذ بالله رغم ان خالقنا تعالي كماله يخبرنا انه امنا خلق الانس والجن الا ليعبدوه وحده فإذا كان :
1-    الغرض من خلق الانسان عبادة الله الواحد القهار ... واذا كان
2-    الجانب الروحي في الانسان متغلبا علي الجانب المادي ( الجسد ) الذي يمثل الجانب الدنيوي ...   واذا كان
3-    المولي جل شأنه قد اخذ الميثاق علي بني آدم فشهدوا له بالوحدانية وهم لا يزالون بعد في عالم الذر  ...
لذلك كله فالانسان مفطور علي الدين والتدين منذ بدء الخليقة                                                          

ليست هناك تعليقات: